الأسواق العالمية

التمويل الأصغر

ولكن التمويل لا يتعلق فقط بصفقات بمليارات الدولارات والأسواق العالمية. بل يتعلق أيضاً بحصول الناس العاديين على الفرص. وهنا يأتي دور التمويل الأصغر. يوفر التمويل الأصغر قروضاً صغيرة ومدخرات وتأميناً للأفراد، وغالباً ما يكونون في المجتمعات المحرومة أو منخفضة الدخل، المستبعدين من الأنظمة المصرفية التقليدية. هذه الموارد الصغيرة ولكن المؤثرة تدعم مجموعة واسعة من الأفراد من جميع مناحي الحياة.

وهو يدعم النساء اللاتي يبدأن أعمالاً تجارية في القرى الريفية.

يمكّن المزارعين من شراء الأدوات أو البذور للموسم.

تساعد الأسر على كسر حلقة الفقر والاستثمار في التعليم أو الإسكان أو الرعاية الصحية.

تعمل منظمات مثل بنك جرامين ومنصات مثل Kiva على تغيير حياة الناس من خلال توفير الشمول المالي على المستوى الشعبي. يمكن أن يكون قرض صغير واحد الخطوة الأولى نحو الاستقلال والاستقرار على المدى الطويل.

التمويل متناهي الصغر هو مجرد مثال واحد على كيفية قيام الابتكار المالي بتوسيع نطاق الوصول. ففي جميع أنحاء العالم، تعمل التكنولوجيات الجديدة والمبادرات الشعبية على تمكين الأسواق من خلال وضع الأدوات المالية مباشرة في أيدي من هم في أمس الحاجة إليها.

إن التمكين المالي الحقيقي يعني فتح باب المشاركة أمام الجميع، وليس فقط أولئك الذين لديهم حسابات وسيطة أو إمكانية الوصول إلى الخدمات المصرفية الرسمية. وفي جميع أنحاء العالم، تُحدث المبادرات المالية الشاملة فرقاً في جميع أنحاء العالم:

• توفر الخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول في كينيا (مثل M-Pesa) الخدمات المالية الأساسية للملايين الذين ليس لديهم حسابات مصرفية تقليدية.

• تسمح مجموعات الادخار الرقمية في غرب أفريقيا للمجتمعات المحلية بتجميع الأموال بشكل آمن باستخدام تطبيقات الهاتف المحمول، مما يمنح الأفراد مكاناً آمناً للادخار والوصول إلى الأموال في حالات الطوارئ.

• تقوم برامج الاستثمار الشبابية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بتعليم الطلاب كيفية وضع الميزانية والادخار والاستثمار، وبناء المهارات المالية مدى الحياة.

وتواصل هذه الجهود مهمة الشمول المالي. فهي تستند إلى الأساس الذي أرساه التمويل الأصغر، مما يضمن إمكانية المشاركة في الاقتصاد العالمي والاستفادة منه سواء كنت في قرية نائية أو مدينة تعج بالحركة.

فالتمويل الأصغر لا ينهض بالأفراد فحسب، بل يخلق إحساساً مشتركاً بالتقدم، ويربط المجتمعات عبر الحدود من خلال الهدف المشترك المتمثل في تحقيق الكرامة المالية والفرص للجميع.

تمكين الأسواق

محو الأمية المالية والوصول إليها ليسا من الكماليات؛ بل هما من الضروريات. سواء أكان تاجرًا في طوكيو، أو صاحب متجر في غانا، أو طالبًا في برونكس يتعلم عن صناديق المؤشرات, كل شخص يستحق الأدوات اللازمة لتنمية الثروة والفرص.